أحوال الأسرة والطفلأحوال الثقافة والفنجمعية كيفان التعاونية

لولوة الملا: «المرأة ضعيفة» موروث ثقافي… وليس بسبب فشلها

تمددت الدائرة المستديرة في مركز الشيخ جابر الاحمد الثقافي، لتبلغ مدى ثقافياً لامس الموروث الثقافي في النظر إلى المرأة، ككيان ضعيف، فتحدثت رئيسة الجمعية الثقافية النسائية لولوة الملا، عن مسيرة وتاريخ المرأة الكويتية وتضحياتها، ناسفة هذا المفهوم، مبرهنة عن تاريخ المرأة الكويتية المشرق والمليء بالانجازات.
«حديث الاثنين» الذي أداره الباحث فهد العبدالجليل، عرضت خلاله الملا بدايات نضال المرأة الكويتية، فقالت إن «دور المرأة لايخفى على احد من بداية موسم الغوص فكانت هي من تدير شؤون المنزل، فجعل طبيعتها قوية، وأخذت أيضا أدوارا كبيرة مثل التدريس (المطوعات) والعمل من خلال انتاج بضائع خاصة بالمرأة لبيعها في سوق واجف، أو مايسمى أيضا سوق الحريم، حيث كن يجلسن على الارض في البدايات».
وشددت الملا على دور التعليم الذي بدأ مبكرا في الكويت، من خلال اول مدرسة للبنات، وهي الوسطى في العام 1937، وهي من أوائل المدارس في المنطقة، وكانت ايضا اول بعثة دراسية خارجية للطالبات إلى القاهرة. وعادت الخريجات آنذاك بمفاهيم جديدة وأسسن بدايات المجتمع المدني، ومنها انبثقت الجمعية النسائية، التي بدأت عملها في غرفتين داخل جمعية كيفان، وبعدها في فيلا في ضاحية عبدالله السالم، وبعدها انتقلت الى المقر الحالي في منطقة الخالدية.
وزادت أن المجتمع المدني هو السلطة الثالثة، ويعكس دوره الضروري، مستذكرة مطالبات حقوق المرأة السياسية القديمة التي بدأت من الرجال في حقبة السبعينات، وبدأت بعدها في حقبة الثمانينات واجتماع ناشطات السياسة من خريجات الوسط الديموقراطي، حيث تساءلن: لماذا يتم ابعاد المرأة الكويتية عن العمل السياسي في بيت المرحومة نجاة السلطان؟ إضافة إلى تحركات المجاميع النسائية على المخيمات الخاصة بالمرشحين، فكنا نجلس بالقرب من تلك المخيمات، ونسمع الطروحات وبدأت الكتلة تذوب، حتى تم الاعتراف بوجود المرأة إلى ان تعطلت الحياة السياسية في العام 1986، وبدأنا المشاركة في تجمعات الاثنين للمطالبة بعودة الديموقراطية للكويت، وتوجهنا الى منطقة الفروانية في الباص، وكنا نسير مع الحشود، وكانت القوات الخاصة لاتطلق قنابل مسيلة للدموع صوبنا، بسبب وجود نساء بين الحشود، حتى جاء الغزو العراقي.
وأضافت «بعد التحرير عادت الجمعية النسائية في انتخابات، وبالفعل كان واضحا دور المجتمع في تنظيم حياة الدولة. وكان هناك نضال حقيقي، حتى في العام 1992 خرجنا بمظاهرات على طريق الغزالي ومنطقة مشرف. وكل مناسبة ننفذ انشطة وفعاليات لتسجيل موقف، وطرقنا جميع الابواب، حتى بعض المرشحين الذين كانوا مقتنعين بدور المرأة، يرفضون حضورنا في الندوات الانتخابية، بسبب خوفه من خسارة أصوات ناخبيه».
ولفتت إلى أن المرأة أدت ادواراً رائعة، والحديث عن فشل المرأة في المراكز القيادية يعود لظروف أخرى، ومنه الموروث الثقافي، والنظرة ان المرأة ضعيفة، ليس بسبب فشل المرأة. لذلك نطالب بتطوير المناهج الدراسية لاعادة القيمة للمرأة.

لائحة شرف المؤسسات

سردت الملا جانباً من تاريخ الجمعية الثقافية، وعددت المؤسسات: سبيكة الفهد وسعاد الرفاعي ودلال الخضير وليلى القناعي ونجيبة جمعة وفاطمة حسين وشيخة العنجري وشريفة القطان ومنيرة المطوع ولطيفة الرجيب وغنيمة الغربللي ولولوة القطامي.
وأوضحت أن أول مجلس منتخب كان في العام 1963 برئاسة دلال الخضير، والامين العام سعاد الرفاعي، وامين الصندوق سبيكة الفهد، وعضوية شريفة القطامي وغنيمة الغربللي ولولوة القطامي وفضة الخالد.

الوالد المرحوم صالح الملا

بدموع حاولت حبسها، استذكرت الملا والدها المرحوم صالح الملا، الذي كان له دور كبير في حياتها مع والدتها، حيث ساهما في تعليمها وتطوير قدرتها، وفتح جميع الآفاق لمساعدتها على اكتساب المهارات واللغات والتعليم الجيد.

حراسة الفريج أيام الغوص

روت الملا قصة احدى الصديقات عن جدتها «عندما يكون الفريج موحشا وخاليا من الرجال في أيام الغوص، كانت الجدة ترتدي زي رجل مع سلاح، وتسير في الليل لحراسة الفريج، فكانت تخفف من الوحشة، وتعطي لاهل الفريج من النساء والاطفال، الامان».

دعم الشعوب

فتح العبدالجليل باب النقاش، حيث تبادل الحضور مع الضيفة جوانب كثيرة من تاريخ المرأة وعملها في المجالات، بما فيها المجالان السياسي والخيري، ودعم الشعوب الأخرى.

الراي

إغلاق