أحوال الكويت
الجمعية الكويتية لحماية البيئة: 50 عاماً من العطاء البيئي المتميز
احتفاء باليوبيل الذهبي للجمعية الكويتية لحماية البيئة، والذي يصادف الأحد 31 الجاري، أعلنت د. وجدان العقاب رئيسة مجلس الإدارة عن إطلاق سلسلة من البرامج والفعاليات العام الحالي اتساقا مع مرور 50 عاما على إشهار الجمعية، مؤكدة انه «قبل نحو 50 عاما تلاقت رؤى نخبة وطنية من المهتمين بالشأن البيئي في إشهار منظمة مدنية كويتية تجمع الجهود البيئية في كيان واحد إدراكا منهم لأهمية البيئة والمحافظة عليها، وفي تاريخ 31/3/1974 تم إشهارها باسم جمعية حماية البيئة ثم تغير مسماها إلى الجمعية الكويتية لحماية البيئة لتحمل رؤية دعم قيم المواطنة البيئية وتعزيز مفهوم التطوع البيئي»، ورسالة إتاحة التوعية البيئية والمشاريع والبرامج التدريبية والتوثيقية لكل الفئات المجتمعية والعمرية».
وأضافت د. العقاب: «منذ انطلاق مسيرة الجمعية تلاقت جهود نخبها وكوادرها الوطنية في الفرق واللجان التطوعية التخصصية، على جملة من الأهداف والغايات منها: «حماية البيئة في إقليم دولة الكويت، ومكافحة أسباب التلوث في جميع المجالات، وتجميع وتنسيق جهود المهتمين بالشأن البيئي، واتخاذ كل الإجراءات الوقائية والعلاجية الممكنة ضد التلوث، والعمل على إيجاد فكر علمي وتشريعات قانونية وتنظيمات إدارية تحقق سلامة البيئة، وحماية الثروات الطبيعية في البلاد، إضافة إلى إجراء الدراسات والأبحاث العلمية، والاهتمام بالجوانب التربوية والإعلامية والاجتماعية والثقافية المتعلقة بالبيئة، وتحقيق المساهمة الفعالة في توعية المواطن ورفع مستواه العلمي والثقافي البيئي فيما يتعلق بتلوث الهواء والتربة، وحماية مصادر الثروة الطبيعية في البلاد بالتعاون مع الجهات المختصة».
وبينت أنه لدى الجمعية عضوية مجلس إدارة الهيئة العامة للبيئة لكونها من أعرق منظمات المجتمع المدني العربية والخليجية، دعما للأدوار التطوعية والمجتمعية الكويتية ومشاركة في صنع القرار البيئي. وبخصوص العضويات والمشاركات الإقليمية والدولية، ذكرت ان الجمعية «تمتلك عضويات فاعلة ومتميزة في المنظمات والهيئات البيئية الخليجية والعربية والدولية، ومنها منظمة (يوم الأرض العالمية)، والاتحاد العالمي للطيور البرية، ومنتدى البيئة والتنمية العربي (أفد)، والأمم المتحدة UN، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP، ومكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث UNDRR، واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المعنية بتغير المناخ UNFCCC، والاتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN، ومنظمة بيرد لايف انترناشيونال Birdlife International، والشبكة العربية للبيئة والتنمية RAED، والشبكة الدولية لمنظمات المجتمع المدني للحد من مخاطر الكوارث GNDR، وعضوية المجموعة الاستشارية الإقليمية (غرب آسيا) للحد من مخاطر الكوارث.
وأضافت رئيسة جمعية حماية البيئة، أن «لدى الجمعية ملفا كبيرا في مجال العلاقات الوطنية والخارجية ومنها عضوية اللجان الوطنية المتخصصة بالشأن البيئي، كما قامت الجمعية بتوقيع العديد من مذكرات وبروتوكولات تعاون مع جهات حكومية ومنظمات مدنية كويتية وعربية، وأسهمت الجمعية خلال الخمسين عاما بالعديد من الإنجازات على أكثر من مستوى، فعلى المستوى الإقليمي الخليجي قالت: «أسست الجمعية مع نخبة من جمعيات البيئة الخليجية الشبكة الخليجية لجمعيات البيئة الأهلية عام 2000، وتترأس ك المكتب التنفيذي للشبكة، والتي تنسق أعمال جمعيات ومنظمات المجتمع المدني الأهلية المعنية بالعمل البيئي التطوعي في دول مجلس التعاون الخليجي».
وعلى مستوى الإنجازات الأممية، قالت: «كان للجمعية اليد المبادرة بالمطالبة بإقرار اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والنزاعات العسكرية، والذي يوافق ذكرى إطفاء آخر بئر نفطية كويتية مشتعلة جراء الاحتلال العراقي الغاشم، وقد تم ذلك بدعم من وزارة الخارجية الكويتية، وتم اعتماد قرار بالأمم المتحدة رقم (56/4) في عام 2001، على أن تتولى دولة الكويت مهام التعريف به سنويا وعالميا، وتقود الجمعية تلك المهمة محليا من خلال حملة التعريف في 6 نوفمبر، حيث تنظم فعالية سنويا يشارك فيها العديد من جهات حكومية ومنظمات مدنية وخبراء كويتيون وسفراء دول عربية شقيقة وأجنبية صديقة، ويتم اختيار موضوع واحد سنويا يتناوله الخبراء وممثلو الجهات والمنظمات».
وعلى الصعيد التعليمي، أوضحت د.العقاب الدور التربوي والتثقيفي للجمعية من خلال برنامج المدارس الخضراء، حيث قالت: «هو برنامج تربوي توعوي أطلقته الجمعية منذ 2010 لمدة 14 عاما متواصلة لطلاب وطالبات ومعلمي مدارس وزارة التربية والتعليم الخاص من خلال محاور علمية وتطبيقية يشملها البرنامج سنويا بمعدل أكثر من 100 مدرسة و3 آلاف طالب وطالبة يستفيدون من محاضراته وورشه وحلقاته النقاشية، علاوة على الأندية البيئية وتقوم الجمعية بدور كبير في تأصيل المفاهيم والسلوكيات البيئية الصحيحة لدى طلبة المدارس، فضلا عن ترسيخ مفاهيم العمل التطوعي لديهم، وتشارك الجمعية سنويا في تجهيز نحو 15 ناديا بيئيا بمدارس وزارة التربية والتعليم العام».
وأضافت د.وجدان العقاب: «من أهم الإنجازات على المستوى التشريعي أن الجمعية شاركت في التشريع ووضع وصياغة ومراجعة مواد قانون حماية البيئة رقم 42 لسنة 2014 والمعدل بعض أحكامه رقم 99 لسنة 2015، إضافة إلى العمل مع فرق العمل لوضع اللائحة التنفيذية للقانون بما يتناسب مع حماية الحالة والوضع البيئي في البلاد».
وعن أهم إنجازات العقد الأخير في مجال التوعوية البيئية، أشارت إلى «منهجية وآلية الجمعية في مجال الإعلام البيئي من خلال تأسيس سلسلة البرامج الوثائقية لرصد الحياة الفطرية في دولة الكويت التي أطلقتها الجمعية منذ عام 2015، وإنتاج مركز الإعلام والتوثيق البيئي لتسعة مواسم بمجموع لا يقل عن 250 حلقة تلفزيونية، وتغطي السلسلة كافة مكونات وعناصر الحياة الفطرية في الكويت، وتعكس جمالياتها مرفقة بالدعوة للحماية والمحافظة عليها، وتعرض ضمن الخطة البرامجية لتلفزيون الكويت في دورته الرمضانية سنويا، وتتم ترجمتها للغة الإنجليزية لعرضها على مختلف القنوات طوال العام، وقد حازت السلسلة العديد من الجوائز في المهرجانات الدولية، وأخيرا تم اعتمادها كرافد علمي مساند للمنهج التربوي وموثوق في وزارة التربية تتم الاستفادة بها في إطار الخطة المنهجية للوزارة منذ عام 2020».
وفي السياق ذاته، ذكرت: «قامت الجمعية بتأسيس لجنة الإعلام البيئي في وزارة الإعلام حيث تقدمت الجمعية لوزارة الإعلام بمبادرة إنشاء لجنة رسمية تؤطر وتنظم وتعنى بشؤون الإعلام البيئي في الكويت».
وفي مجال نشر صحيح الثقافة والمعرفة البيئية عبر التطبيق والتدريب، لفتت د.العقاب إلى «قيام الجمعية بتأسيس مركز صباح الأحمد للتدريب البيئي التخصصي سنة 2019 لتعزيز مهارات الموظفين وتطوير قدراتهم على مهارات بيئية ومعرفية في مختلف المجالات العلمية والادارية ما يساعدهم على تحقيق أداء متميز في أدوارهم، ويقدم المركز خدمات تدريب مخصصة للأفراد وللشركات والمؤسسات لتلبية احتياجاتهم في مجالات مثل التنمية المستدامة، وتطوير القيادة، وإدارة المشاريع، وغيرها، بهدف تعزيز فاعلية الأعمال وزيادة الإنتاجية. ويوفر المركز التدريب عبر الإنترنت والتعلم عن بعد، ما يسمح للمتدربين المشاركة من جميع دول العالم. ويهدف إلى السعي المستمر لتطوير البرامج التدريبية واعتماد أحدث الأساليب لإيصال مادة تدريبية متخصصة بالجمعية ومدربيها المعتمدين في مجالات البيئة المختلفة»، مشيرة في الإطار ذاته، إلى «ورش الخبراء وهي منصة تدريبية موثوقة يشارك بها خبراء كويتيون وعرب من أساتذة الجامعات الكويتية والعربية، يقدمون رؤاهم ومقترحاتهم تجاه قضايا بيئية معاصرة، ويتم تدريب طلاب جامعيين ومعلمين وموجهين والجمهور العام».
وبينت رئيس مجلس «حماية البيئة» أن الجمعية تشمل في خطتها البرامجية طوال 50 عاما العديد من الفرق واللجان التخصصية التي يقوم كل منها بعشرات الأنشطة السنوية بأيد تطوعية شابة، ومن تلك الفرق واللجان ما يلي: مركز صباح الأحمد للتدريب البيئي المتخصص ولجنة حماية الحياة الفطرية وفريق رصد وحماية الطيور ومركز الإعلام والتوثيق البيئي وفريق التصوير والتوثيق الفوتوغرافي وإدارة البرامج والأنشطة البيئة ولجنة بيئة المحافظات ولجنة الإصدارات العلمية وفريق أصدقاء البيئة وفريق حماية السلاحف البحرية وفريق رصد الوضع البيئي ومتابعة الشكاوى وفريق الغوص ونادي الشباب البيئي ومكتبة الجمعية. واشارت د.العقاب الى أن ما سبق مجرد لمحة سريعة لمسيرة ممتدة لأكثر من 5 عقود، نتج عنها آلاف الأنشطة (سواء محليا أو خليجيا أو عربيا أو دوليا).
المصدر : الانباء