أحوال التكنولوجيا

شراكة اجتماعية متكاملة لتأهيل وتدريب وتوظيف فئات الرعاية الاجتماعية

ضمن استراتيجية الشراكة الاجتماعية بين الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص وهيئات المجتمع المدني، أطلق معهد البناء البشري خطة عمله مع مختلف فئات الرعاية الاجتماعية ضمن اتفاقيات التكامل الاجتماعي مع كل من وزارة الشؤون والهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة والعديد من الجهات والأهلية المعنية في فئات الرعاية.

وكانت هناك العديد من المبادرات لتدريب وتأهيل وتوظيف هذه الفئات منها تدريب وتأهيل أبناء وزارة الشؤون من فئات الأيتام والمسنين والأحداث، إضافة إلى مجموعة من الحملات المجتمعية لذوي الإعاقة منها حملة شركاء لتوظيفهم وحملة «واحنا بعد وياكم»، ومؤخرا حملة حياتهم غالية إلى جانب العديد من البرامج التي تستهدف فئات الصم وأبناء الكويتيات المتزوجات من غير كويتي.

«الأنباء» التقت المسؤولين عن هذه الشراكة لتسليط الضوء على الدور الذي يقوم به فريق البناء البشري في خدمة هذه الفئات.

بداية، كشفت مديرة معهد البناء البشري لتدريب فئات الرعاية الاجتماعية ورئيس فريق البناء البشري م.عواطف السلمان أن «البناء البشري» هو أول معهد تدريبي نوعي غير ربحي يعقد شراكات مع ٦٣ جهة في الدولة لتقديم خدماته التدريبية والتأهيلية لفئات الرعاية الاجتماعية في مقرات دور الإيواء والعلاج والتأهيل والإصلاح من خلال الشراكة الاجتماعية مع الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، وذلك لتحقيق الرؤية الاستراتيجية هدفها فتح آفاق مستقبل وظيفيا افضل لهذه الفئات.

وأشارت السلمان إلى أن الخدمات تقدم بالمجان لفئات الرعاية الاجتماعية عبر الشراكة مع وزارة الشؤون.

وذكرت السلمان ان فريق البناء البشري التابع للمعهد أطلق 3 حملات مع الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة والعديد من الجهات المعنية بشؤون المعاقين هي حملة شركاء لتوظيفهم

وحملة «احنا بعد وياكم» التي أطلقت مع بداية أزمة كورونا وساهم فيها أبناء وبنات من ذوي الإعاقة في العمل التطوعي عبر صناعة «الفيس شيلد» والكمامات وتوزيع الحصص الغذائية ومساندة أولياء الأمور في فترات الحظر الجزئي والشامل في التواصل معهم من قبل مختصين نفسيين واجتماعيين، وبعد فك الحظر والعودة التدريجية تم إطلاق حملة «حياتهم غالية» بالشراكة مع الهيئة الخيرية العالمية، والهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة و63 جهة متطوعة.

مبادرات متنوعة

وأوضحت السلمان أنه تحت عنوان مبادراتنا يعمل فريق البناء البشري بشكل مستمر على زيادة الفئات الاجتماعية المستهدفة من فئات الرعاية الاجتماعية، وزيادة عدد اتفاقيات الشراكة والتعاون المحلية والعالمية لخدمة هذه الفئات، والعمل الدؤوب لزيادة مصادر التمويل لدعم البرامج التدريبية بميزانية سنوية دائمة ومقطوعة، بموازاة زيادة الدورات التأهيلية المعتمدة من قبل الهيئة العامة للتعليم التطبيقي وزيادة المنتسبين المدمجين في سوق العمل بالإضافة إلى زيادة عدد المشاريع المدعومة من قبل الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وزيادة برامج التوعية بالمفاهيم والقيم الإسلامية لمعالجة المشكلات التي تواجه المجتمع وزيادة عدد الخدمات المتميزة للمحافظة على ثقة المتعاملين من خلال المساهمة بمعالجة الظواهر والاخلاق السيئة بالمجتمع. وتشجيع الظواهر الإيجابية التي تنفع المجتمع.

وأشارت السلمان إلى توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة ذوي الإعاقة واتحاد المصارف متمثلا في البنوك (البنك الأهلي المتحد، بنك الخليج، البنك الوطني، البنك التجاري، بيت التمويل، بنك وربة، بنك بوبيان، بنك برقان، البنك الدولي، البنك الأهلي الكويتي) علما بأن المعهد مسؤول عن تنفيذ بنود التدريب وتم توفير 150 كرسيا وظيفيا منها ١٦ لذوي الإعاقة تم تعيينهم فعليا، خلال ٣ سنوات.

بناء شراكة مجتمعية

بدوره، أوضح رئيس مجلس إدارة المنابر القرآنية ومؤسس فريق البناء البشري د.أحمد الباطني أن شراكة الجمعية مع معهد البناء البشري تعد تفعيلا للدور التنموي وانسجاما مع تطلعاتها نحو بناء شراكة مجتمعية تهدف الى بناء الفرد والمجتمع وإيمانا برسالة المعهد للاهتمام بالعنصر البشري عموما وبفئات الرعاية الاجتماعية، خصوصا أنه مشروع إستراتيجي للتكامل الحكومي والقطاع الخاص والمجتمع المدني ولتنفيذ الأهداف الثلاثة لفئات الرعاية الاجتماعية، وهي التدريب وتوظيفهما والعناية بالمشاريع الصغيرة والتدريب هو الأساس فكانت الشراكة مع التعليم التطبيقي.

ومن أول المشاريع التي عملنا عليها هو مشروع تدريب أبناء الرعاية الاجتماعية وتم من خلاله تدريب 48 من أبناء وزارة الشؤون وتكلل بالنجاح ومنح شهادات معتمدة من التعليم التطبيقي بعد تدريب لمدة سنة.

وأضاف الباطني: نعمل الآن في مرحلة التوظيف ما بعد التدريب ومنهم من توظف عن طريق ديوان الخدمة المدنية والعمل جار لتوظيف قسم في القطاع الخاص، وهناك مشروع أيضا عملنا عليه ومازال مستمرا هو مشروع رعاية كبار السن من خلال نادي البر في القرين ونادي البركة في الرحاب وهو مشروع لاحتضان كبار السن وتدريبهم على بعض الأنشطة البسيطة والأعمال اليدوية البسيطة، حيث من الممكن خروجه من حالة عزلة المسن إلى حالة من العمل وتم تجهيز النوادي بالمواد الأولية وتوفير المدربين ونأمل أن يستمر، وهناك تكملة للمشروع لإنشاء ناد في كل محافظة لكن أزمة كورونا أثرت إلى حد ما في إنجاز بقية المشاريع.

أبناء الكويتيات

بدورها، بينت رئيس فريق «كويتيات بلا حدود» وعضو مؤسس فريق البناء البشري أماني العيسى أن الفريق يعمل على خدمة أبناء الكويتيات المتزوجات من غير كويتي لتدريبهم وتأهيلهم ومساندة المشاريع الصغيرة وكانت البداية في تدريب 18 ممن تنطبق عليهم الشروط أن تكون الأم كويتية ولديهم استعداد للتدريب والتأهيل ويكون لديهم ثانوية عامة او صناعيين، وانطلق المشروع مع الـ18 من الأبناء في دورات تدريبية وتأهيلية (دورة لغة إنجليزية، حاسوب، سكرتارية، خدمة عملاء، ومن لديه فكرة مشروع صغير) بالإضافة إلى التأهيل النفسي ومساعدتهم في توفير فرص توظيف وبفضل الجهود حققنا المثلث الذهبي في العمل والمتمثل في الشراكة الثلاثية (الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني) ولدينا رؤية مستقبلية للتوسع في خدمة هذه الفئة الاجتماعية، مضيفة أنه بفضل الجهود من فريق أبناء البشري تم إدراجهم ضمن الفئات المستهدفة من الرعاية الاجتماعية في وزارة الشؤون وهذه الفئة لا تحتاج الى الدعم المادي بل الدعم المعنوي والوظيفي وانهم عنصر موجود بالمجتمع وحقه في فرص وظيفية ولو كانت بسيطة.

لغة الإشارة

من جهتها، بينت الموجهة في التعليم الخاص والخبيرة في لغة الإشارة ورئيس فريق المترجمين بلغة الإشارة المعتمدين في وزارة العدل مها الحمدان أنها تعمل مع المنابر القرآنية وفريق البناء على ثلاثة مشاريع خاصة في فئة الصم، وهي: مشروع مواهب القلوب وتم تنظيم حلقات لتعليم القرآن والقيم الأخلاقية ومبادئ الدين ومجموعة الحلقات الخاصة بتدريس أمور الدين وحاليا لدينا ثلاثة مراكز منها مركز أزاهير للنساء فيه تقريبا 37 طالبة من جميع الأعمار ولدينا محفظتان باللغة المترجمة للصم ومركز القانون وفيه 30 طالبا وأطلقنا حملة لنحقق حلمهم ولدينا مركز ابن سيرين الذي يستضيف الطلبة العمانيين المتواجدين في سكن التربية الخاصة وعددهم أكثر من 9 طلاب ونحن نأخذ من جميع الجنسيات طلبة من الصم أكثر من 90 طالبا ونحن حاليا مع معهد البناء البشري بصدد اعتماد مكتب للغة الاشارة في «التطبيقي».

اعتماد «التطبيقي»

أما مديرة إدارة المعاهد الأهلية في التعليم التطبيقي نادية ندوم فأشارت إلى أن المعهد حاصل على ترخيص من الإدارة وبشراكة استراتيجية مع الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة ويتم اعتماد شهادات المتدربين من قبل قطاع التدريب في التعليم التطبيقي، كما تتم الموافقة على المدربين والمحاضرين المتخصصين ممن ترشحهم الجهات المعنية واعتماد البرامج التدريبية للطلبة المتدربين وهناك تنسيق وتعاون أيضا مع قطاع التدريب، للنظر في تمديد فترة تدريب الطلبة من فئات الرعاية الاجتماعية ذوي الإعاقة من سنة الى سنتين.

المصدر: الأنباء الكويتية

إغلاق