أحوال التكنولوجيا
دراسة: «التعاونيات» أساس الأمن الغذائي الحقيقي بالكويت
خلصت دراسة أعدها نائب المدير التنفيذي في شركة الاستثمار الذاتي للاستشارات فوزان السنان بعنوان «انجازات الجمعيات التعاونية الاستهلاكية الكويتية واتحادها ومزاياها والدروس المستفادة من تجاربها خلال استجابتها وتكيفها مع أزمة كورونا: دراسة ميدانية» إلى ان التعاونيات هي أساس الأمن الغذائي الحقيقي وهي المخزون الاستراتيجي الأكبر للكويت.
وقال السنان ان الهدف من الدراسة توثيق العمل التعاوني خلال الازمة الصحية، وإبراز دور الجمعيات التعاونية والاتحاد الكبير في طمأنة المواطنين والمقيمين وإدارة النظام الرقمي مع باقي وزارات الدولة، وتسليط الضوء على كوكبة المتطوعين والمتطوعات وكيف كان المجتمع الكويتي لحمة واحدة في التحديات الداخلية والخارجية، وتوثيق حقبة تاريخية مهمة من تاريخ الكويت وكيفية التعامل معها من خلال الجمعيات التعاونية والاتحاد لتكون مرجعا تاريخيا علميا مهما.
استهلت الدراسة بكلمة افتتاحية لوكيل وزارة الشؤون الاجتماعية ورئيس اتحاد الجمعيات التعاونية ومن ثم رصد تاريخي لمسيرة العمل التعاوني في الكويت منذ تأسيس اول جمعية تعاونية مرورا بكل قوانين العمل التعاوني وتعديلاته، حيث سيتم توثيق الدراسة في مكتبة الكويت الوطنية عند الانتهاء وتوزيعها على الجمعيات التعاونية والسفارات والهيئات والمؤسسات الحكومية والاتحادات.
وقد شاركت 29 جمعية تعاونية في الدراسة وهي: العديلية وكيفان واليرموك والروضة وحولي وقرطبة وضاحية عبدالله السالم ومشرف والشرق والجهراء والعمرية والفنطاس والقادسية وجابر العلي والرقة وحطين وابوحليفة والاندلس والدعية وغرناطة وجليب الشيوخ وسلوى وخيطان والصباحية والنعيم والاحمدي وصباح السالم والرميثية والسالمية والصليبية.
وجاء في الدراسة ان وباء كورونا حل خلال أواخر 2019 في منطقة ووهان الصينية، ومنها انتقل إلى بقية مناطق العالم، مشكلا جائحة عالمية تصدت لها الدول بطريقتين، الأول قدمت الاقتصاد على الصحة، والثانية سبقت الصحة على الاقتصاد وكانت الكويت من الدول، التي طبقت الطريقة الثانية اعتبارا من النصف الثاني من شهر مارس الماضي حتى تاريخه، مما يستدعي بيان تداعيات هذه الطريقة على مستوى القطاعات المجتمعية بما في ذلك قطاع الجمعيات التعاونية الاستهلاكية واتحادها، ولهذا جاءت هذه الدراسة للإجابة عن سؤالها الرئيس بفروعه: ما إسهام الجمعيات التعاونية الاستهلاكية الكويتية واتحادها في الاستجابة لجائحة كورونا والتكيف مع تلك الجائحة والتعافي منها؟، من خلال استعملها للبحث النوعي مثلا، فيطرق المسح الاجتماعي ودراسة الحالة وتحليل المضمون، الذي طبق على عينة من الجمعيات التعاونية الاستهلاكية.
نتائج الدراسة
وخلصت الدراسة إلى النتائج التالية:
1 ـ حققت الجمعيات التعاونية الاستهلاكية خلال تعاملها مع جائحة كورونا سبعة عشر انجازا، وهي: تأمين المخزون الاستراتيجي من المواد الاستهلاكية، تعزيز التعاون مع الشركاء بمن فيهم الموردين، توفير الكمامات والمطهرات للمستهلكين، توزيع الملصقات والنشرات التوعوية، استقطاب المتطوعين وتنظيمهم وتدريبهم، تعقيم الجمعية ومرافقها والتعاون مع وزارة الصحة لإجراء الفحوصات الطبية وتوفير خدمة إيصال الطلبات إلى المنازل وتقديم خدمة التسوق الإلكتروني، توزيع سلال المعقمات على المساهمين، دعم المشاريع الاجتماعية وإرشاد المتسوقين وتوفير الخدمات للمحجورين في منازلهم، تقديم خدمات جديدة، توزيع السلال الغذائية على حراس المدارس والمساجد ودوريات الشرطة الراجلة، ووضع مرافق الجمعية من المخازن تحت تصرف الدولة وتعزيز القدرة التكنولوجية للأسواق الاستهلاكية.
2 ـ تميزت الجمعيات التعاونية عن بعضها خلال تعاملها مع آثار الجائحة بثماني خصال إيجابية، هي: تعزيز المسؤولية المجتمعية بنوعيها الداخلي والخارجي، الاستجابة لاحتياجات المستهلكين بطرق جديدة، العمل بروح الفريق الواحد والقدرة على الاتصال الفعال، الشفافية وعدم رفع الأسعار على المستهلكين وعدم وقوع إصابات بين صفوف العاملين، وتقديم الدعم الإضافي للمساهمين. وكان أكثر هذه الخصال تكرارا خصلة المسؤولية المجتمعية.
3 ـ من أهم الدروس والعبر المستفادة من تعامل اتحاد الجمعيات التعاونية في مجال جائحة كورونا، هي: مقدرة الجمعيات التعاونية على استدامة مخزونها الاستراتيجي من المواد الاستهلاكية في الأوقات الطارئة، مما يدل على حدوث تأثيرها الايجابي في الأمن الغذائي والنمو الاقتصادي من خلال تصريفها لمنتجات شركائها والاحساس بمسؤوليتها المجتمعية الداخلية والخارجية، مما يشير إلى حرصها على أمن وسلامة موظفيها من جهة واهتمامها بشؤون مجتمعاتها المحلية من جهة أخرى.
4 ـ أسهمت الجمعيات في الاستجابة لجائحة كورونا والتكيف معها والتعافي منها بدرجة كبيرة، بدليل الإجراءات، التي اتخذتها والبالغ عددها 17 إجراء من أكثرها تكرارا تأمين المخزون الاستراتيجي من المواد الاستهلاكية، وتميز هذه الجمعيات عن بعضها خلال تعاملها مع الجائحة بموجب ثمانية معايير اهمها المسؤولية المجتمعية، والدروس والعبر المستفادة من تعامل الجمعيات مع الجائحة، التي تنم عن تأثيرها الايجابي في الأمن الغذائي والنمو الاقتصادي.
11 توصية
قدمت الدراسة 11 توصية تتمثل فيما يلي:
1 ـ قيام وسائل الإعلام المحلية بتسليط الضوء على الدور الفاعل، الذي لعبته الجمعيات التعاونية الاستهلاكية الكويتية واتحادها خلال أزمة جائحة كورونا.
2- ضرورة قيام مجلس الوزراء والوزارات المعنية بالأمن الغذائي والمسؤولية المجتمعية بتكريم اتحاد الجمعيات والجمعيات التعاونية لإسهامها في الحفاظ على الأمن الغذائي وقيامها بمسؤوليتها المجتمعية خلال الازمة.
3 ـ قيام وزارة التربية والتعليم بمراجعة منهاج التربية الوطنية، لضمان الاحتواء دور اتحاد الجمعيات والجمعيات التعاونية في الأوقات العادية والطارئة، مما يساعد على تطوير معارف الطلبة ومهاراتهم في العمل التعاوني.
4 ـ استحداث وزارة الشؤون جائزة دورية لأفضل ممارسات الجمعيات وإفساحها مجال المشاركة أمام الجمعيات المؤهلة في مجال هذه الجائزة.
5 ـ دعوة اتحاد الجمعيات لنظرائه في الدول العربية والخليجية للمشاركة في مؤتمر افتراضي بخصوص تجارب الجمعيات التعاونية الاستهلاكية العربية في التعامل مع أزمة جائحة كورونا وتداعياتها.
6 ـ تعزيز قدرة الجمعيات في مجال إدارة الأزمات، لكونها معرضة للتعامل مع الأزمات بحسب ما يشير إليه تاريخها.
7 ـ بناء قدرة الجمعيات في مجال إدارة الأداء الموجهة بالأهداف والنتائج.
8 ـ إجراء دراسات ميدانية حول معدلات رضا مساهمي الجمعيات التعاونية ومتلقي خدماتها والموردين لها خلال تعاملها مع جائحة كورونا.
9 ـ مراجعة التشريعات الناظمة للجمعيات التعاونية في ضوء إدارة مخرجات أزمة كورونا على المستوى الصحي، بدافع تطوير هذه التشريعات ومواكبتها للمستجدات.
10 ـ إسهام الموردين في تمويل الرحلات الدراسية الخارجية لمجالس إدارات الجمعيات والإدارات التنفيذية لها.
11 ـ قيام وزارة الشباب بتقييم تجربة المتطوعين للجمعيات التعاونية خلال مرحلتي الحظر الشامل والجزئي من جائحة كورونا، تمهيدا لبناء خطط التنمية الشبابية الوطنية على نتائج ذلك التقييم.
المصدر: الأنباء الكويتية