أحوال التكنولوجيا

عبدالرحمن المزروعي رائد العمل الاجتماعي.. وداعاً

شيعت الكويت عبدالرحمن المزروعي وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية الاسبق، وأحد رجالات الرعيل الاول، ومن ابرز الوجوه المؤسسة في الديرة لقطاعات عديدة، والاب الروحي لقطاع الشؤون الاجتماعية في الكويت.

والمزروعي، رحمه الله، صاحب الدور البناء في تنمية قطاعات الطفولة والشباب والرياضة في الكويت، وفي انشاء معسكرات الشباب، كما يعتبر، رحمه الله، من مؤسسي الجوالة وبيوت الشباب وفي متابعة مراكز محو الامية وتعليم الكبار، وكذلك يعد المزروعي، رحمه الله، من مؤسسي مسرح الشباب والمشجعين على رفعة شأن المسرح الشبابي الكويتي، وصاحب الدور البارز في انشاء النادي الكويتي للمعاقين وتسلمه منصب اول رئيس مجلس ادارة له، وكذلك مركز اعداد القادة الرياضيين ومركز اختبارات التأهيل الرياضي، كما دعم المزروعي، رحمه الله، زيادة عدد الاندية الرياضية وتأسيس الكثير منها لتعم جميع مناطق الكويت ولتكون متنفسا للشباب وللنهوض بالحركة الرياضية في مختلف الالعاب الرياضية، بحيث تكون تلك الاندية حاضنة للنشء والشباب، ومراكز لتطوير مهاراتهم وقدراتهم الرياضية والعقلية، ومحطات لاكتشاف المواهب والطاقات عند ابناء الكويت.

وهب بويوسف، رحمه الله، كل عمره لخدمة الكويت بين قطاعات الشباب والطفولة والرياضة والعمل في القطاع الاهلي وتأسيس وادارة المقاهي الشعبية التي تعتبر الملاذ الاخير والكريم لرعيل كبار السن.

عبدالرحمن المزروعي، رحمه الله، كان أحد القلائل الذين نسوا انفسهم في زحمة العمل الوظيفي والخدمة العامة ولم يطالبوا بمقابل، فكان موضع تقدير من امراء الكويت الراحلين ومن ابناء الشعب الكويتي الذين كانوا يرون فيه أصالة الكويت وعبق تاريخها الذي حافظ عليه المزروعي في حياته وعمل على ترسيخه في نفوس الشباب.

وعبدالرحمن المزروعي، رحمه الله، خريج جامعة القاهرة عام 1962 عمل رئيسا لقسم النشاط الأهلي ومراقبا لتنمية المجتمع، ثم مديرا لإدارة رعاية الشباب والنشاط الأهلي في الكويت ثم وكيل وزارة مساعد من عام 1975 الى 1991 ثم وكيلا للوزارة من 91 الى عام 1999.

وبعد استكمال إنشاء مراكز رعاية النشء، أنشأ النادي الكويتي للمعاقين في عام 1978 وكان أول رئيس لمجلس إدارته وهو صاحب مبادرات إنشاء معسكرات الشباب في عام 1969، وفي إحداها تمت زراعة 40 ألف شجرة في يوم واحد.

والمزروعي، رحمه الله، لعب دورا بارزا في إثراء الحركة والنشاط الرياضي فبعد ان كان عدد أندية الكويت 3 قبل عام 1962 تجاوز عدد الاندية الرياضية العشرات، فضلا عن النادي البحري وأندية التجديف والصيد والفروسية ونادي الفتاة الرياضي. كما كان مديرا لرعاية الشباب والنشاط الأهلي حيث استجاب وتبنى إشهار وتأسيس 17 اتحادا رياضيا لمختلف الألعاب لاستكمال دوره في قيام اللجنة الأولمبية الكويتية.

لم تقف أعمال المزروعي، رحمه الله، عند هذا الحد، فهو من أنشأ مركز اعداد القادة الرياضيين في عام 1966 وبعد ذلك مركز اختبارات التأهيل الرياضي عام 1982 وهو من أنشأ حدائق الأطفال بمناطق الكويت وهو من وقف في عام 1988 وراء افتتاح أول مركز لإدارة تنمية المجتمع مشوار المزروعي بإنشاء المقاهي الشعبية بدأ استجابة لرغبة أميرية سامية في عهد المغفور له الشيخ جابر الأحمد، فكان مقهى القبلة الاول في عام 1977 ثم الشرق عام 1978 والسالمية 1979 وأبوحليفة 1979 أيضا، وفي نفس العام افتتحت المقاهي الشعبية في جزيرة فيلكا والصليبخات وأعقبها في عام 2003 بافتتاح مقهى الجهراء ومقهى الفروانية في عام 2008.

وللراحل العديد من المشاركات في المؤتمرات والاجتماعات المحلية والخليجية والعربية والدولية، وكذلك في المعسكرات والدورات، والتي كانت تنصب اهتماماتها على شؤون الشباب والمعاقين والرياضة والبيئة والتوعية بالكثير من القضايا الوطنية والإنسانية والعلمية والاجتماعية والتربوية، إضافة الى الأنشطة الترويحية.

ومثل الكويت في العديد من الاجتماعات والمؤتمرات العربية والدولية والشبابية والرياضية منها:

– تمثيل الوزارة في اجتماعات الهيئة الفنية لرعاية الشباب العربي.

– تمثيل دولة الكويت في اجتماعات اللجنة الاجتماعية والثقافية في جامعة الدول العربية.

– تمثيل الكويت في اجتماعات اللجنة التحضيرية الأولى للشباب العربي (الجزائر عام 1971).

– تمثيل الكويت في اجتماعات اللجان العربية لرعاية الشباب العربي.

– عضو وفد دولة الكويت في اجتماعات مؤتمرات وزراء الشباب والرياضة العرب.

– عضو وفد الكويت لاجتماعات وكلاء وزارات الشباب والرياضة لدول مجلس التعاون الخليجي وغيرها العديد من المشاركات.

نال، رحمه الله، العديد من الأوسمة وتم تكريمه من قبل وزارة الشؤون وهيئات معنية بالخدمات الاجتماعية، ومنها وسام الشباب الخليجي من الأمانة العامة لدول مجلس التعاون.

وعن الوضع أيام الغزو العراقي الآثم، قال المزروعي رحمه الله في أحد لقاءاته الصحافية السابقة: لقد عبث الغزو العراقي في المنشآت والأندية الرياضية ودمرها، وعندما تسلم صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وزارة الشؤون الاجتماعية بعد الغزو عمل جولة ميدانية شملت جميع الاندية، واجتمع بأعضاء مجالس الإدارات وطلب سموه تصليح جميع هذه المنشآت وتطويرها وبالفعل تم ذلك وكانت مطالب الاندية الرياضية والاتحادات واللجان الأولمبية كثيرة بما يخص الميزانية والمشاركة بالمعسكرات والبطولات الخليجية والعربية والدولية، وكذلك الديون التي تراكمت على الأندية استطاعت الحكومة أن تغطي العجز وكانت ميزانية الأندية في بداية تأسيسها تأخذ مبلغ 3000 دينار وبعد ذلك تم عمل ميزانية سنوية وتطورت هذه المساعدات حتى وصلت الى 180 ألف دينار في ذلك الوقت.

وعن الحياة، قال المزروعي رحمه الله في أحد اللقاءات: الحياة ينبوع لا ينفد بالعطاء، الحياة كلها تجارب وخبرة وحيوية ونشاط، وأنا شخصيا استفدت من الحياة العلمية والعملية، وأعطيت الكثير في العمل التطوعي من خلال خدمة اخواني المواطنين في المقاهي الشعبية والرعيل الأول، وعملت بجد وإخلاص وهدفي الوحيد خدمة وطني وأهلي، واضعا أمامي مخافة الله وحب تراب هذا الوطن وأهله.

المصدر: الأنباء الكويتية

إغلاق