أحوال الكويت

فريد عمادي: استكملنا استعداداتنا لشهر رمضان وستكون المساجد مفتوحة للصلاة والتراويح والقيام

أعلن وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية م.فريد أسد عمادي ان وزارة الاوقاف استكملت استعداداتها لاستقبال شهر رمضان المبارك في جميع المساجد، حيث ستقام صلاة القيام والتراويح في المساجد ولن تكون هناك مراكز رمضانية حتى لا يحدث ازدحام.

وكشف الوكيل عمادي في اول لقاء منذ بداية ازمة كورونا ولأول مرة اللحظات الصعبة قبيل اصدار اول فتوى بتعطيل صلاتي الجمعة والجماعة في الكويت في بدايات جائحة كورونا مارس 2020 حيث شدد على القول «قرار تعليق الصلاة صعب ومؤلم.. وما يؤلم اكثر ان نرى تساقط المصلين نتيجة انتشار الوباء في المساجد».

وتابع قائلا «تعمدنا عدم نشر الفتوى واعطاءها لوزير الصحة اولا حتى يقيم الوضع الصحي في البلاد، لان الفتوى اشترطت ذلك».

وأكد عمادي ان وزارة الاوقاف لديها 1600 مسجد، ونسبة الالتزام بالاشتراطات الصحية من المصلين قاربت 100% مضيفا بالقول «بشهادة الاخوة في وزارة الصحة بأن المساجد اكثر مكان بالدولة فيه التزام بالاشتراطات الصحية».

وفيما يخص مواجهة الفكر المتطرف ونشر الوسطية، شدد عمادي على ان الفكر المتطرف لم يختف وهو موجود… ولكنه اضمحل وقل الى مستويات متدنية بسبب جهود الاوقاف والوزارات الاعضاء في «العليا لتعزيز الوسطية».

وأوضح وكيل الاوقاف ان عدد الكويتيين المعينين في وظائف الإمامة والأذان والخطابة لا يتجاوز 130-150 مواطنا « ومن يعملون على بند المكافآت يصلون الى 1000 ونحتاج الى 3200 امام ومؤذن كويتي للتكويت 100%».

وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

في البداية، نبارك لكم ثقة القيادة السياسية والتجديد لكم في المنصب لأربع سنوات قادمة، ما خططكم للتطوير خلال تلك المرحلة؟

٭ نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعيننا على طاعته وأداء الامانة، وهذا المنصب ليس تشريفا، وإنما هو تكليف، ولاشك ان تجديد الثقة يحملنا مسؤولية كبيرة أمام الله سبحانه وتعالى وأمام القيادة السياسية وأمام ايضا هذه المسؤولية التي نسأل الله ان يعيننا على ادائها بما يرضيه وبما يحقق المصلحة العامة للكويت وللإسلام والمسلمين.

عام مليء بالأحداث، تصدرت خلاله الكويت دول العالم التي تتخذ قرارا بتعطيل صلاة الجمعة والجماعة في المساجد بسبب جائحة كورونا، وأول دولة يرفع فيها الاذان متبوعا بـ«صلوا في بيوتكم او رحالكم» وفقا للسيرة النبوية في ذلك، كيف اتخذتم هذا القرار العاجل وخاصة ان الفتاوى الصادرة من الاوقاف كانت ردا على سؤال شخصي لحضرتك؟

٭ جائحة كورونا من النوازل التي اصابت العالم اجمع اليوم في كل مناشط الحياة سواء في النواحي الاجتماعية او الوظيفية او الاقتصادية او السياسية.

ومن اول ما ظهرت بوادر هذه الجائحة كانت لوزارة الاوقاف نظرة وتصور لتوقع ما ستؤول اليه هذه الجائحة، خاصة اننا كنا في بدايتها، وكان التوجيه من معالي الوزير في ذلك الوقت – وحقيقة كنا نعمل كفريق واحد – باننا لابد ان نتحسب لما ستؤول اليه الأمور في المستقبل.

فرأينا مثلا هناك قرارات صدرت من مجلس الوزراء في بداية الازمة بمنع التجمعات وإغلاق الاسواق وغيرها من الحدائق وغيرها، وبقيت المساجد.

وحقيقة، نحن كنا متحسبين بأن المساجد ايضا هي مكان للتجمع، والمصلون ليس بينهم تباعد وانما هم متلاصقون وفق احكام صلاة الجماعة، فكنا في الحقيقة نتوقع ان يطرأ شيء على المساجد.

ولهذا وقبل ان يصدر أي قرار من السلطات الصحية بإغلاق المساجد فان الامر يتعلق اولا بحكم شرعي، ولذلك كان التوجيه في ذلك الوقت من الوزير بأن نوجه سؤالا لهيئة الفتوى وذلك قبل ان تطلب وزارة الصحة اغلاق المساجد، وكان هذا في بدايات شهر مارس 2020.

وبالفعل، وجهت سؤالا لهيئة الفتوى فيما يتعلق بصلاة الجمعة والجماعة، وبعد اجتماعات لهيئة الفتوى اصدرت رأيها الشرعي في تاريخ 11 مارس 2020 بجواز تعطيل صلاة الجماعة في المساجد ووقف صلاة الجمعة اذا قررت الجهات الصحية ذلك.

والحكم تعلق برأي السلطات الصحية اذا رأوا ان المسجد وتواجد المصلين به يمكن ان يكون مكانا لانتشار الوباء، وبالطبع صحة البشر وسلامتهم والمحافظة على حياتهم مقدم على شعيرة صلاة الجماعة.

فالمسلم من الممكن ان يؤدي صلاته وفرضه في بيته، فإقامة صلاة الجماعة لاشك انها فضيلة عظيمة وبها اجور كبيرة وبعض اهل العلم يراها واجبة فالمحافظة على ارواح الناس وسلامتهم مقدم على اقامة الفريضة، لان درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، والله سبحانه وتعالى اجاز اكل الميتة للحفاظ على النفس البشرية وغيرها من القواعد الشرعية.

ولذلك صدرت الفتوى بجواز تعليق صلاة الجمعة والجماعة.

ولكن لم تنتشر الفتوى الا والناس داخل المساجد فعلا يوم الجمعة 13 مارس 2020؟

٭ طبعا لم ننشر الفتوى وتعمدنا ذلك، فالفتوى كانت بيد وزير الاوقاف وسلمها لوزير الصحة لان من يملك قرار منع الصلاة في ذلك الوقت هي السلطات الصحية، وهو ما شددت عليه هيئة الفتوى بالفعل بان ربطت الموضوع بقرار السلطات الصحية.

وبالفعل، في صباح يوم الجمعة وصلت المعلومات عند وزير الصحة بنتائج الفحوصات للقادمين من خارج البلاد في ذلك الوقت، واعطت ارقاما ومؤشرات كبيرة في الاصابات، ولذلك خاف وزير الصحة على ارواح الناس وبلغ وزير الاوقاف قبل صلاة الجمعة بنصف ساعة بضرورة تعليق صلاة الجمعة.

وما كان منا الا ان نحاول قدر الامكان ان نبلغ الناس – صحيح انه كان وقتا متأخرا – ولكن استطعنا بالفعل ابلاغ الكثير من الناس الذين تابعوا وسائل التواصل، وقام وزيرنا بالإدلاء بتصريح لتلفزيون الكويت على الهواء مباشرة قبل الصلاة ونبه الناس وطلب منهم عدم الذهاب الى صلاة الجمعة استنادا الى الفتوى الشرعية.

وبالفعل، كان قرار تعطيل الصلاة قرارا صعبا، وكما قال سمو رئيس الوزراء انه من السهل ان توقف اشياء كثيرة مثل المطار او الاسواق او المولات او غيرها الا ان توقيف الصلاة امر صعب.

ولذلك الوزير بالتشاور مع سمو رئيس الوزراء ووزير الصحة تم اقرار وقف صلاة الجمعة، وتم وقف صلاة الجماعة من عصر ذلك اليوم 13 مارس 2020.

إذن الفتوى في الكويت كانت سباقة في اصدار رأيها الشرعي قبل الأزهر والحرمين ومختلف دول العالم؟

٭ بالفعل، الكويت كانت اول دولة في العالم تصدر هذه الفتوى من وزارة الاوقاف، وفي الحقيقة ومع صعوبة القرار الا ان استناد هيئة الفتوى الى القواعد الشرعية كان سليما، وما اكد سلامة وصحة ما ذهبت اليه هيئة الفتوى بالكويت هو تتابع كل هيئات الفتوى بالعالم الاسلامي.

وكانت سابقة فتوى وزارة الاوقاف دفع الكثير من هيئات الفتوى في العالم للأخذ بنفس الرأي وذهبوا الى نفس ما ذهبت اليه هيئة الفتوى بوقف صلاة الجمعة والجماعة، فكانت هيئة الافتاء في مصر وفي المغرب وقطر والبحرين وبعد ذلك في المملكة العربية السعودية وهيئات الافتاء في اوروبا وغيرها الكثير، فكلهم ذهبوا الى ما ذهبت اليه هيئة الفتوى في وزارة الأوقاف الكويتية.

وهذا، حقيقة يعطينا سلامة الرأي الشرعي الذي ذهبت اليه وزارة الأوقاف وريادة للوزارة بأنها كانت سباقة في مثل هذا الحكم الشرعي الذي حافظ فيه على ارواح البشر، ونسأل الله ان نكون قد اتخذنا الخطوة الصحيحة.

وكما قلنا ان امر وقف الصلوات في المساجد مؤلم، ولكن ما يؤلم اكثر ان تكون المساجد مفتوحة ونرى تساقط كثير من المصلين نتيجة انتشار الوباء في المساجد، ولله الحمد فإن المساجد لم تكن ولن تكون – بإذن الله – أماكن لانتشار الوباء.

عودة الصلاة والتزام المصلين

عادت الصلاة الى المساجد جمعة وجماعات، نتحدث هنا عن دور الوزارة في تطبيق الإجراءات الصحية وأيضا مدى التزام المصلين؟

٭ بعد عودة الحياة الطبيعية شيئا فشيئا عادت الصلوات الى المساجد بشكل تدريجي، وكانت علينا ضغوط كثيرة من الناس بضرورة فتح المساجد للصلوات خاصة في رمضان وانه موسم العبادة والصلاة في المساجد.

وكنا متخوفين والسلطات الصحية طلبت عدم فتح المساجد في رمضان الماضي خاصة في رمضان يشهد حضورا كثيفا من المصلين، وبالتالي تكون فرصة لانتشار الوباء اكثر بكثير.

وبعد التنسيق مع وزارة الصحة بعد شهر رمضان لم نفضل فتح المساجد مرة واحدة حتى لا يحدث زحام كبير، فقلنا نفتح المساجد بشكل تدريجي بدأنا خلاله بفتح الصلاة في صلاة الجماعة وليس الجمعة لأن الاعداد تكون اكبر، وحتى في صلاة الجماعة بدأنا بها بشكل تدريجي في المناطق النموذجية اولا ثم انتقلنا الى المناطق التي بها كثافة سكانية اعلى ثم اعلى حتى وصلنا الى المرحلة الأخيرة وفتحنا جميع المساجد في كل مناطق الكويت، وليس لدينا اليوم مسجد مغلق.

وفيما يخص صلاة الجمعة ايضا تدرجنا بها بعد ان اخذت الناس على الاجراءات الصحية وكثفنا في ذلك جهودنا بعمل اعلانات وبروشورات وكتيبات ورسائل فيديو ومقاطع تمثيلية تبث عبر وسائل التواصل المختلفة لتوعية الجمهور وبأكثر من لغة.

ولذلك، حينما فتحنا المساجد بدأت الناس تتعلم شيئا فشيئا، ونسبة الالتزام بالاشتراطات الصحية في المساجد مرتفعة جدا، وربما لا ابالغ حينما اقول بأنها 100%.

فعدم التزام المصلين كان نادرا وفي مساجد معدودة، فلدينا 1600 مسجد في الكويت وعدد المساجد التي لم تلتزم بالاجراءات الصحية بلغ مسجدين او ثلاثة وتم فورا اغلاقها وفقا للقرار الوزاري، وهذه ليست عقوبة للمصلين ولكن حفاظا على سلامة المصلين.

هل هذه المساجد تم اغلاقها لمدى طويل؟

٭ تم اغلاقها لفترة حتى نتأكد من التزامها، وهذا الأمر دفع الآخرين للالتزام بكل الاشتراطات الصحية وكانت رسالة مهمة، وبالفعل فإن ائمتنا ومؤذنينا والعاملين بالمساجد كانوا مثالا للتقيد والالتزام بهذه الاجراءات الصحية، وهذا بشهادة الاخوة في وزارة الصحة بان المساجد اكثر مكان بالدولة فيه التزام بالاشتراطات الصحية ولله الحمد.

الاستعدادات لشهر رمضان

ننتقل الى استعدادات وزارة الاوقاف لشهر رمضان وجاهزية الوزارة لاستقبال جموع المصلين وهل ستكون هناك مراكز رمضانية هذا العام؟

٭ لابد من الاشارة الى انه وخلال شهر رمضان الماضي الذي شهد حظرا شاملا في نصفه الاخير كانت لنا تجربة مع بداية الجائحة وكانت النظرة والرؤية واضحة بان الوباء بانتشار، ولذلك كان القرار بإيقاف المراكز الرمضانية واغلاق المساجد، ولذلك فكرنا بوسيلة اخرى لأن موسم رمضان هو موسم طاعة وعبادة وتقرب الى الله عز وجل، والناس تكون مقبلة على العبادة ويجب ان تنشط الوزارة بكل ادواتها لخدمة جموع المسلمين.

ولذلك فكرنا كيف نوصل هذا الجو الروحاني لعموم المسلمين وهم في بيوتهم خلال شهر رمضان المبارك العام الماضي، فقمنا بإنشاء تطبيق الكتروني على الهواتف الذكية واسميناه «رمضان في بيتك»، ولأنه لم تكن هناك مساجد او احياء شعائر الصلوات والتراويح والقيام فكانت الصلاة كلها في البيوت.

ونحن في اتم الاستعداد لشهر رمضان القادم بعد ايام وستكون المساجد مفتوحة للصلاة والتراويح والقيام، وان شاء الله تسرع وتيرة التطعيم من انتهاء هذا الوباء وتعود الحياة الى طبيعتها، ونحن مازلنا مستمرين في التواصل عبر وسائلنا الالكترونية من خلال موقع الوزارة ومواقع التواصل لإيصال رسالة الوزارة الى المسلمين، ولن نتوقف عن ذلك ان شاء الله خلال شهر رمضان المبارك.

وماذا عن المراكز الرمضانية والمسجد الكبير؟

٭ وفقا لقرار الوزير ومراعاة للحالة الصحية في البلاد لن تكون هناك مراكز رمضانية هذا العام وسيتم الاكتفاء بالصلاة في المساجد وفق الضوابط المعلنة، ومشكلة المراكز الرمضانية انها تسبب ازدحاما كبيرا اكثر من الوضع الطبيعي.

ولذلك فهذا العام سنكتفي فقط بصلاة التراويح والقيام في المساجد بدون مراكز رمضانية، وإذا عادت الامور لطبيعتها فسنرجع الى المراكز الرمضانية في الاعوام القادمة، وبالطبع ما يطبق على المساجد يطبق على المسجد الكبير.

حوافز للائمة والمؤذنين

ننتقل الى تكويت وظائف الامامة والأذان، فهناك 230 اماما ومؤذنا كويتيا اجتازوا الاختبارات مؤخرا، وهناك حزمة من الحوافز قدمها نواب مجلس الامة لدعم الائمة والمؤذنين الكويتيين، هل هناك تنسيق بينكم وبين النواب في هذا الاطار؟

٭ طبعا نواب مجلس الامة حينما تقدموا بهذا المقترح ليس بطلب من وزارة الاوقاف ولكن من خلال الائمة والمؤذنين والخطباء الذين تواصلوا معهم كمواطنين.

واصلا المقترح الذي تقدم به النواب كنا قد تقدمنا به الى ديوان الخدمة المدنية قبل اكثر من 3 سنوات بوضع كادر خاص للائمة، فنحن ليوم لدينا ندرة في العنصر الكويتي في الائمة والخطباء والمؤذنين.

كم نسبة المعينين من المواطنين في وظائف الائمة والخطباء والمؤذنين الكويتيين؟

٭ نسبة المعينين من المواطنين في وظائف الامامة والاذان والخطابة عددهم لا يتجاوز 130-150 مواطنا، لكن من يعملون على بند المكافآت يصلون الى 1000 مواطن، ولدينا 1600 مسجد يعني نحتاج الى 1600 امام و1600 مؤذن اي لو اردنا تكويت تلك الوظائف فنحن نحتاج الى 3200 امام ومؤذن كويتي.

ولو وضعنا كل المعينين على بند المكافآت وعددهم 1000 تقريبا فسيصبح لدينا عجز كبير، ولذلك قلنا انه لكي نستقطب الشباب الكويتي فلابد من وجود حافز مادي.

فكل خريجي كلية الشريعة يذهبون الى التعيين بوزارة التربية او معلم بوزارة الاوقاف لان كادر المعلم كادر جيد، ولذلك طلبنا من ديوان الخدمة المدنية اقرار حوافز ليصبح كادر الامام مشابها او قريبا من كادر المعلم.

فالإمام بتحمل بمسؤولية وعبء عمل كبير، فيكفي ارتباطه بالمسجد على مدار الصلوات الخمس ولا يستطيع ان يؤدي واجباته الاجتماعية او حاجياته الخاصة، ولا يستطيع الابتعاد عن المسجد لان الصلوات موزعة على مدار اليوم ويجب تواجده.

ولهذا قدمنا مقترحنا الى ديوان الخدمة قبل سنوات، ولكن بسبب ظروف الميزانية ووقف الكوادر والتوجه الذي انتهجه الديوان بوقف جميع الكوادر لإعادة النظر فيها، ثم تم تقديم مشروع توحيد الرواتب والبديل الاستراتيجي، وكلها كانت امورا مطروحة في ذلك الوقت، ولهذا الموضوع توقف.

والآن المشروع المقدم من الاخوة النواب يسير في نفس الخط الذي طرحناه من سنوات، ونأمل ان مراعاة هذه الفئة حتى نستطيع ان نكوّت وظائف الامامة والأذان والخطابة في الكويت.

ولكنكم قدمتم في السابق مجموعة من الحوافز مثل توفير سكن مباشرة وعدد من الامتيازات الاخرى لاستقطاب الشباب الكويتي في الامامة والأذان؟

٭ بالفعل قدمنا مجموعة من الحوافز التي تقع تحت ايدينا، حيث اعطينا اولوية للامام والمؤذن الكويتي في السكن الوقفي وهو يعتبر حافزا لهم – وان لم يكن حافزا قويا – وقلنا ان الكويتي الذي يعين بالوزارة امام او مؤذن له اولوية في السكن بعد مرور سنة على التعيين، في حين ان غير الكويتي قد ينتظر من 7-10 سنوات حتى يحصل على السكن وهذه ميزة وضعناها، اضافة الى مكافآت على الدروس وغيرها من الحوافز التي اقرها الديوان، ولكنها جميعا غير كافية لاستقطاب العنصر الكويتي حتى يقوم بهذه الوظيفة.

مواجهة التطرف والإرهاب

نتحدث عن جهود الوزارة على صعيد نشر الفكر الوسطي ومحاربة التطرف والإرهاب، اين وصلت تلك الجهود وخاصة مع ما رصدته الاجهزة الامنية مؤخرا من انضمام عدد من الشباب لداعش والتنسيق بينكم في هذا الاطار؟

٭ هناك جهود كبيرة لمواجهة الفكر المتطرف قامت بها عدة جهات حكومية وفي مقدمتها وزارة الاوقاف، وانا لا اغفل دور الوزارات الاخرى التي تعمل معنا في اللجنة العليا لتعزيز الوسطية كوزارات الاعلام والشؤون والتربية والشباب والداخلية اضافة لوزارة الاوقاف الذين كان لهم دور كبير جدا في التحصين من الفكر المتطرف خلال السنوات الماضية من خلال الانشطة والبرامج التي نفذت بناء على استراتيجية اللجنة العليا لتعزيز الوسطية التي اقرها مجلس الوزراء.

ولابد هنا من التأكيد على ان الفكر المتطرف لم يختف وهو موجود، ولكنه اضمحل وقل الى مستويات متدنية.

وبشهادة كل الراصدين لوضع الكويت، هناك فرق كبير بيننا وبين دول المنطقة المحيطة، وصور العنف المتعلق بالتطرف الديني خف بشكل كبير، وان كانت مظاهر العنف قد تكون موجودة في سلوكيات الشباب التي وصلت الى حد القتل لأتفه الاسباب.

4000 زائر لمواقع إرهابية

كم نسبة هذا النجاح في مواجهة التطرف في الكويت من وجهة نظرك أبا قتيبة، وما تحقق من نجاح في هذا الصدد؟

٭ هناك دراسة قامت بها جهات أميركية متخصصة في رصد حالات التطرف أشارت الى أن عدد الذين كانوا يزورون مواقع داعش والتطرف عبر المواقع الإلكترونية من الكويت تحديدا كان في عام 2014 عددهم 4000 زائر، وفي 2016 انخفض الى 40 زائرا وهذا دليل واضح على مدى انخفاض عدد المتابعين.

وهنا لابد من التأكيد على أن القول بانه ليس لدينا فكر متطرف او انه انتهى من الكويت هو كلام غير صحيح، فهذا الفكر سيظل موجودا في كل زمان ومكان، لكنه ينشط ويضمحل كما قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا الأمر قد يشتد في فترة من الفترات ويخبو مرة اخرى.

ودورنا هو ان يظل هذا الفكر مضمحلا بشكل متدن، والمهم هو تحصين الناس ضد تلك الأفكار، فاليوم استطعنا توعية الشباب الكويتي وتحصينه من خلال عدد من الجهود منها مشروع «تحصين» بالتعاون مع وزارة التربية، وذلك من خلال اقامة عدد من الحلقات النقاشية مع الشباب في المرحلة الثانوية واستفاد من تلك الدورات والحلقات وورش العمل والندوات الآلاف من الشباب.

وأيضا تحصين المعلمين وتوعيتهم حيث انهم هم العنصر الذي يواجه الشباب ويحتك بهم على مدار اليوم الدراسي.

تنسيق مع «الداخلية» لتنظيم المرور أمام المسجد الكبير خلال رمضان

خلال اللقاء كشف الوكيل عمادي أن قطاع الشؤون الثقافية سيتولى التنسيق مع وزارة الداخلية لتنظيم المرور للدخول والخروج للمسجد الكبير الذي يحظى بخصوصية للكويتيين خلال شهر رمضان.

وشدد عمادي على جاهزية الوزارة لاستقبال شهر رمضان عبر خطة حثيثة وضعتها قيادات الوزارة خلال اجتماعات منفصلة منذ بداية الشهر الجاري للوقوف على الاستعداد للشهر المبارك في ظروف استثنائية فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد.

وأكد أن الخطة شملت قطاعات (المساجد، الشؤون الثقافية، الإعلام، شؤون القرآن والدراسات الإسلامية)، وحددت الأنشطة داخل المساجد وتشمل خطبة الجمعة والدروس والخواطر بألا تزيد مدتها على 5 دقائق مع الأخذ في الاعتبار جميع الاشتراطات الصحية، مع منع الاعتكاف بالمساجد وعدم السماح بفتح المصليات للنساء نظرا للظروف الصحية.

وأوضح أن القدرة الاستيعابية للمسجد ستكون محدودة بسبب تطبيق الاشتراطات الصحية، ومنع استغلال الساحات الخارجية للمسجد وإنما الاكتفاء بحرم المسجد وداخل حوش المسجد فقط.

وأشار الى إنشاء استديو إعلامي في قطاع المساجد لتسجيل المحاضرات والأنشطة بمشاركة جميع إدارات القطاع والاستفادة من أرشيف المحاضرات التثقيفية وبثها عبر وسائل الاعلام المختلفة، فضلا عن خطة إلكترونية تشمل إعداد نشرات حول الصيام وفضائل الأعمال والزكاة وغيرها من المواضيع الدينية ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وشملت خطة قطاع الإعلام إعداد مقاطع تثقيفية لمدة دقيقة فقط وبثها عبر التلفزيون الرسمي والقنوات الفضائية، وتنفيذ خطة شاملة لإبراز جميع الأنشطة والفعاليات خلال شهر رمضان المبارك تتضمن إعداد البرامج والبوستات والتصاميم والإنفوجراف.

التزام بميثاق المسجد ولا يوجد أئمة موقوفين بسبب أفكار متطرفة

أكد وكيل الأوقاف انه ليس هناك أي أئمة تم إيقافهم بسبب أفكار متطرفة، وهناك بعض الائمة تم ايقافهم بسبب مخالفتهم لميثاق المسجد، وهؤلاء عددهم لا يتعدى اصابع اليد الواحدة، فسنويا في مساجدنا بالكويت تلقى 50 الف خطبة جمعة، وفي الـ 50 الفا لا يتعدى من يخرج على ميثاق المسجد منهم اقل من 10 خطباء، وهو عدد لا شيء.

ومع ذلك لم نتهاون في هذا الأمر حيث تم اقرار عقوبات بين الإنذار او الإيقاف المؤقت او الدائم، وليس لدينا ايقاف دائم ربما الا إمام واحد فقط، ولله الحمد فان نسبة الوعي في شريحة الخطباء جيدة وهناك التزام كامل بميثاق المسجد وهو الحاكم في ذلك.

وفي الحقيقة انه من الأمور التي ساعدتنا في ضبط المساجد هو تطوير ميثاق المسجد وأصدرناه في سنة 2018 بحلة جديدة، وهذا الميثاق تم إقراره واعتماده بقرار وزاري بعد اعتماده ايضا من قطاع الإفتاء، واشتغلنا عليه عاما كاملا بين التنقيح والزيادة وخرج في صورة جميلة وتم تعميمه على جميع الأئمة والخطباء والتزموا به.

فاليوم أي إمام أو مؤذن أو خطيب يخرج عن هذا الميثاق يحاسب، ولذلك فالكل ملتزم به، والمخالفات تكون معدودة، وهذا شيء طبيعي، فليس هناك التزام بأي قانون بنسبة 100%، حتى قرآن رب العباد فان الناس لا تلتزم بما جاء به بنسبة 100%، فهناك من يعصي الله سبحانه وتعالى ويقع في المحرمات.

المصدر: الأنباء الكويتية

إغلاق