أحوال التعليم

المدارس.. أزمة تلد أخرى والحلول شبه غائبة

«أزمة تلد أزمة، ومشكلات تتجدد»، هذا الوصف ينطبق تماماً على الواقع المدرسي الآن، فبعد أن تكررت الأحداث في محيط المدارس وداخلها، والتي تنوعت بين العنف واقتحام بعض أولياء الأمور لضرب معلمين ودارسين، بجانب الهوشات التي تزايدت معدلاتها، عادت حوادث الدهس واعمال الاستهتار بالسيارات مجدداً، وشهدت إحدى مدارس جليب الشيوخ واحدة منها أول من امس، لكن الأخطر من ذلك المخاوف التي عبر عنها أولياء أمور ومسؤولو مدارس، مؤكدين أن نقص تواجد الدوريات الأمنية والمرورية يزيد الحوادث. تعيش أغلب الإدارات المدرسية حالة من القلق يوميا قبيل بدء الدوام المدرسي صباحا، وكذلك أثناء انصراف الطلاب والطالبات خشية وقوع حوادث للمتعلمين، خاصة في ظل معاناة المدارس من الازدحام المروري وعرقلة حركة السير أمامها. وقال مسؤولو إدارات مدرسية لـ القبس: في كثير من الأحيان نستعين برجال المرور ودوريات الامن العام لفك الاختناقات المرورية امام المدرسة كحل مؤقت لمشكلة قائمة تتجدد صباحا ومع انتهاء الدوام المدرسي. حوادث متكررة ولوحظ في الآونة الاخيرة وقوع عدد من الحوادث المرورية وحالات دهس لأطفال صغار في عمر الزهور، مما يؤكد وجود خطر قائم على كل المتعلمين، وما الحوادث الا إنذار للتحرك الجدي من قبل الجهات المعنية لتلافي الكوارث وحفاظا على أمن وسلامة ابنائنا الطلبة. مصدر تربوي شدد على ضرورة عقد اجتماع عاجل بين وزارتي الداخلية والتربية لبحث المشكلة وإيجاد حلول واقعية لها من منطلق الأمانة الوطنية المكلفين بها، مؤكدا ان هناك طلبة وطالبات في خطر يومي، لاسيما في ظل وجود قائدي مركبات متهورين وآخرين يجهلون قواعد المرور ويكسرون أبجديات الامن والسلامة. أين التوعية؟ وطالب المصدر بتكثيف الحملات التوعوية المرورية على مدار العام لتكون المدارس اكثر أمنا ومن أجل تحسين أوضاع المرافق التعليمية التي تعاني من ارتفاع احتمالات حوادث السير فيها. واقترح المصدر أن تتضمن الحملة توزيع كتيب توعوي لجميع المدارس يتضمن إرشادات مرورية وتوعية للطلاب وأولياء الأمور او تكوين جماعات للمرور داخل المدارس تكون مهمتها الحفاظ على الامن والسلامة المرورية. Volume 0%   من جهته، قال مدير مدرسة صباح الأحمد الثانوية بنين يوسف بوسكندر ان سلامة الطلبة اولوية وتتحمل مسؤوليتها التربية والداخلية وكذلك اولياء الامور، ويجب تضافر جميع الجهود لتوفير عناصر الاطمنئان للمتعلمين. واكد بوسكندر ان وزارة التربية ممثلة في الإدارات المدرسية لا تملك أي صلاحيات خارج حدود الحرم المدرسي، ولذلك يجب ان تتولى الداخلية مسؤولية حماية الطلبة من المخاطر المرورية امام كل مدرسة. وأضاف بوسكندر: رغم عدم وجود صلاحيات لنا الا اننا نضطر لأن نتدخل في بعض الاحيان حفاظا على سلامة الطلاب خارج المدرسة، لأن الزحام وقت خروج الطلاب يكون مشكلة المشاكل لكل مدرسة رغم تعدد المخارج. من جانبها، قالت الباحثة الاجتماعية في احدى مدارس منطقة العاصمة دينا صفوت إن هناك سلوكيات عديدة يقوم بها اولياء الأمور تعد مخالفات مرورية واضحة مثل الدخول من باب الخروج والعكس مما يتسبب في وقوع الكثير من الحوادث الى جانب عدم احترام تعليمات أمن المدرسة. الرسالة التربوية وأشارت الى وجود ضغط كثيف على المدرسة، والكل يتسارع في انهاء مهمته، سواء كان في توصيل الطالب صباحا او خلال الانصراف، وبالطبع كل هذا يسبب ربكة امام المدارس تبذل فيها الادارات المدرسية جهدا كبيرا يستنزف طاقتها احيانا. وأكدت أن ولي الامر له دور كبير لحل المشكلة من خلال احترامه لقواعد المرور داخل المدارس وخارجها. وتمنت وجود دورية مرورية امام كل مدرسة أوقات دخول وخروج الطلاب ليراها اولياء الامور وقائدو المركبات وتكون رادعا لأي مستهتر او غير منتبه. وشدد مسؤولون تربويون على ضرورة إقرار خطة وطنية للتوعية بمكانة المدارس وتعزيز احترامها، وتضافر جهود كل أركان المجتمع في معاونتها لأداء رسالتها التربوية كما يجب.

القبس

إغلاق