الخالد في أول اجتماع لمجلس الوزراء: معالجة الاختلالات وتقليص الاعتماد على النفط

أكد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد «ضرورة اتخاذ إجراءات لمعالجة اختلالات هيكلة الاقتصاد الوطني، وتقليص الاعتماد على النفط»، مشدداً على أن أولويات الحكومة تتمثل بحماية المال العام وحرمته واتخاذ كل ما من شأنه الحفاظ عليه وتعزيز النزاهة والأمانة والشفافية والقضاء على الفساد.
جاء ذلك خلال الاجتماع الأول الذي عقده مجلس الوزراء، برئاسة الخالد، في قصر السيف، بعد أداء القسَم الدستوري للحكومة الجديدة أمام صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد صباح أمس.
وبعد الاجتماع، أوضح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس الصالح، في تصريح، أن رئيس الوزراء وجه في مستهل الاجتماع، كلمة رحب فيها بإخوانه وأخواته الوزراء، شاكراً لهم قبولهم مسؤولية المنصب الوزاري في هذه المرحلة بتحدياتها المختلفة، منوهاً بالتكليف الأول الذي حرص سمو الأمير على تنبيه رئيس مجلس الوزراء إليه وهو القضاء على الفساد واستئصاله من مجتمعنا بجميع أشكاله وأنواعه، وبالتوجيهات السامية التي تضمنتها كلمة الأمير بعد أداء الوزراء القسم أمام سموه، والتي ستظل نبراساً هادياً لهم في قيامهم بمهامهم.

شكر المبارك
وأعرب الخالد عن بالغ الشكر والامتنان لسمو الشيخ جابر المبارك على ما بذله من جهود مضنية بكل إخلاص وتفان، من أجل خدمة وطننا الغالي طول فترة رئاسته لمجلس الوزراء، مقدراً لتحمله المسؤولية والأمانة الكبيرة ومساعيه الحميدة.
الأولويات
وأكد رئيس الوزراء، في كلمته، «أهم الأولويات التي تستوجب الاهتمام من الحكومة، والتي تأتي في مقدمتها حماية المال العام وحرمته، واتخاذ كل ما من شأنه الحفاظ عليه وتعزيز النزاهة والأمانة والشفافية والقضاء على الفساد واستئصاله من مجتمعنا»، مشيراً إلى أن «جهود مكافحة الفساد ليست مسؤولية الحكومة فقط وإنما هي مسؤولية السلطات الثلاث وكذلك مسؤولية كل من يقيم على أرض الوطن».
وشدد على «ضرورة اتخاذ إجراءات لمعالجة اختلالات هيكلة الاقتصاد الوطني، وتقليص الاعتماد على النفط»، لافتاً إلى «الالتزام الدستوري للحكومة في شأن تقديم برنامج عملها إلى مجلس الأمة، والذي لا بد أن يراعي الواقعية وقابلية التنفيذ وأن يشمل آليات لحسن المتابعة والتقويم».

التعاون مع مجلس الأمة
وأشار رئيس الوزراء إلى مضامين القسم الدستوري بالإخلاص للوطن وللأمير واحترام الدستور، مبيناً أن الإخلاص لصاحب السمو من خلال الامتثال الجاد لتوجيهات سموه السديدة، والعمل بنصائحه الحكيمة، وضرورة التعاون الإيجابي مع مجلس الأمة ومعاونته في القيام بدوره الرقابي والتشريعي وفق الأطر الدستورية واللائحية التي تحفظ لكل سلطة اختصاصاتها، وأكد أيضاً «حرص الحكومة في مواصلة العمل لمعالجة القضايا المختلفة، والانطلاق نحو بناء بلدنا الغالي وتعزيز استقراره».

الوحدة الوطنية
ورد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ أحمد المنصور بكلمة عبّر فيها باسمه وباسم أخواته وإخوانه الوزراء عن عظيم الشكر والتقدير على ثقة حضرة صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد، مشيداً بمضامين الكلمة باعتبارها خريطة طريق للحكومة خلال المرحلة المقبلة.
وأشار إلى الاستحقاقات المهمة التي تواجه الحكومة خاصة في ظل التوتر الذي تعيشه المنطقة، الأمر الذي يستوجب تجسيد وحدتنا الوطنية، كما أكد الشراكة الإيجابية مع مجلس الأمة، معرباً عن إيمانه وثقته بالتعاون البناء مع المجلس، ومؤكداً العزم والاستعداد للعمل بإخلاص وبذل أقصى الجهود لتحمل المسؤوليات والأعباء الملقاة على الوزراء في سبيل خدمة الوطن والمواطنين وتحقيق الرفعة والرخاء والازدهار لوطننا العزيز وشعبه الكريم.

مكافحة الفساد
وأوضح أنس الصالح، في تصريحه، أنه تنفيذاً للتوجيهات السامية لصاحب السمو خلال اللقاء الذي تم مع رئيس السلطة التشريعية مرزوق الغانم، وسمو رئيس مجلس الوزراء، ورئيس السلطة القضائية المستشار يوسف المطاوعة، تفعيلاً للمادة 50 من الدستور، وتوجيههم بالتعاون سعياً لتحقيق مصلحة البلاد والعباد لا سيما تعزيز النزاهة والشفافية ومحاربة الفساد والعمل على كل ما من شأنه القضاء على آفه الفساد ومحاربة المتجاوزين، فقد أحاط الخالد المجلس علماً بفحوى الزيارات الميدانية التي قام بها إلى كل من مجلس الأمة والمجلس الأعلى للقضاء، وكذلك لقاءاته مع كل من رئيس ديوان المحاسبة، ورئيس هيئة «نزاهة»، ورئيس جهاز المراقبين الماليين، ورئيس إدارة الفتوى والتشريع، ورئيس الجهاز المركزي للمناقصات العامة، للتباحث في كيفية العمل على تنفيذ التوجيهات السامية والتعاون لما فيه خدمة مصلحة البلاد في المرحلة المقبلة، ومتابعة كل ملفات المخالفات الجسيمة ضد المال العام.
وأشاد رئيس الوزراء بالتعاون الذي أبداه كل من رئيس السلطة التشريعية ورئيس السلطة القضائية ورؤساء الأجهزة الرقابية، والذي من شأنه تنفيذ الخطوات العملية الكفيلة بمكافحة الفساد والقضاء عليه.
ونوّه مجلس الوزراء باللقاءات الإيجابية التي قام بها رئيس مجلس الوزراء والتي تعكس حرصه على التعاون وتنفيذ مرئيات وتوجيهات صاحب السمو في المرحلة المقبلة.