أحوال الكويت
الكويت شيّعت القامة الوطنية… عبداللطيف الثويني
شيعت الكويت، عصر الجمعة الماضي، أحد رجالات وزارة الداخلية المخلصين الذين ساهموا في بناء الوطن والمؤسسة الأمنية، وكيل وزارة الداخلية الأسبق اللواء متقاعد عبد اللطيف فيصل الثويني، إلى مثواه الأخير بمقبرة الصليبخات.
وتقدم جموع المشيعين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس الصالح ووكيل وزارة الداخلية الفريق عصام النهام، وقيادات وأفراد المؤسسة الأمنية.
وتوجه الصالح إلى أسرة الفقيد بأعمق مشاعر العزاء والمواساة، سائلاً العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان.
كما تقدمت المؤسسة الأمنية بخالص العزاء إلى أسرة الثويني الكرام، داعية الله عز وجل ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته.
بدوره، أبّن رئيس مجلس الإدارة المدير العام لوكالة «كونا» الشيخ مبارك الدعيج فقيد الكويت، مؤكداً أن البلاد فقدت بوفاة العم الثويني قامة وطنية وأمنية كبيرة ومدرسة جامعة في العلوم الأمنية، تعلم فيها ونهل منها كثير من العاملين في المجالات الأمنية في الكويت والمنطقة.
وأضاف أن المرحوم ترك بصمات عدة وإنجازات كثيرة خصوصاً قدراته المتفردة في معالجة الأزمات والمشاكل الأمنية الصعبة، التي شهدتها الكويت خلال مسيرته الطويلة التي بدأت منذ منتصف الأربعينيات.
ولفت إلى أن الفقيد الراحل تميّز بحرصه الشديد على الانضباط، وكان قائداً ميدانياً من طراز فريد يعمل طوال الليل والنهار للاطمئنان على تحقيق الأمن والأمان للوطن والمواطنين، مشيراً إلى أنه عُرف بحركته السريعة وحرصه على التواجد في مختلف المواقع الأمنية والمرور على كل المنشآت والمرافق.
وأفاد أن فقيد الكويت اكتسب خبرة أمنية كبيرة خلال رحلته التي بدأت بعد تخرجه العام 1944 واستمرت حتى تقاعده العام 1982، التي تقلد خلالها العديد من المناصب الكبيرة، كان آخرها منصب وكيل وزارة الداخلية وبعدها تم تعيينه مستشاراً في الديوان الاميري.
وقال الشيخ مبارك الدعيج ان المرحوم الثويني مثّل الكويت في معظم الاجتماعات والمؤتمرات الامنية في دول مجلس التعاون الخليجي، التي كانت تهدف إلى وضع قواعد التعاون الامني بين دول المجلس وتحقيق التكامل الأمني بينها.
وأضاف ان الراحل كانت له بصمات أمنية واضحة ولمسات مميزة يشهد لها كل من عمل معه، أو تعرف عليه، أو اقترب منه، أو تعلم في مدرسته، فاستحق أن يخلد اسمه ويطلق على مبنى كلية الشرطة بأكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية.
وأكد أن أبناء الكويت سيتذكرون بالفخر والتقدير تاريخ المرحوم عبداللطيف الثويني الذي ضحى بالوقت والجهد ونذر حياته لخدمة الكويت وشعبها، وتوفير الأمن والأمان والاستقرار لهم في فترات مهمة من تاريخ تأسيس الكويت.
الثويني أحد أبرز مؤسسي الكويت الحديثة
مسيرة الراحل…
من المباركية
إلى المسؤولية الأمنية
يعد المستشار في الديوان الأميري اللواء المتقاعد عبداللطيف فيصل الثويني وكيل وزارة الداخلية الأسبق الذي توفي عن عمر يناهز 93 عاماً، أحد أبرز مؤسسي الكويت الحديثة الذين ساهموا في بناء مؤسساتها.
ولد الثويني في العام 1926، وتلقى دراسته الأولى في المباركية مدة خمس سنوات، ثم في مدرسة ملا مرشد حتى العام 1941 وفي ذلك العام سافر مع والده الى الهند وهناك تعلم اللغة الإنكليزية.
وفي العام 1942، عاد إلى الكويت والتحق بالعمل في إدارة التموين التي كانت تتبع دائرة المالية واستمر حتى التحاقه بالعمل في دائرة الأمن العام التي عاصر تاريخ قطاعاتها المختلفة من تطوير بالأداء الأمني إلى مواجهات مع الخارجين على القانون والوقوف على إعدامات المجرمين.
ولم يتردد الفقيد الثويني بالمواجهة مع العابثين بالأمن الذي كان هاجساً له طوال حياته الوظيفية منذ بدايتها العام 1944 حتى ترك المسؤولية كوكيل لوزارة الداخلية العام 1982. وطوال ذلك التاريخ الطويل والمليء بالأحداث والقضايا الأمنية فرضت عليه المواجهة من أجل تحقيق الهدف الأهم وهو استتباب الأمن حتى يشعر كل مواطن ومقيم براحة النفس سواء في منزله أو خارجه.
وتم تكريم الراحل في أكثر من مناسبة، حيث قام سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد في العام 2005 عندما كان نائباً أول لرئيس الوزراء ووزيراً للداخلية بتكريمه مع عددٍ من قيادات الداخلية المتقاعدين.
كما أصدر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأسبق الشيخ محمد الخالد في العام 2015 قراراً بإطلاق اسم اللواء متقاعد عبداللطيف فيصل الثويني على مبنى كلية الشرطة التابع لأكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية.
الراي