مقالات وكتاب
مساحة نفسية
بقلم: د. عبدالرحمن أباذراع
البشر بطبيعتهم وفطرتهم اجتماعيون وكذلك الكثير من مخلوقات الله عز وجل، والاجتماعية تعني المشاركة والاحتكاك والتواصل الدائم بل قد تصل إلى الاندماج بمعناه الدقيق، ولما كان الهدف متفقا عليه بين الجميع فإن الطريقة كذلك ستكون مفهومة وواضحة للوصول إلى الهدف بأقل وقت ومسافة، ولعل الإنجاز أيضا أحد الأسس التي يقوم عليها تحقيق الهدف يحتاج إلى اتفاق مسبق بين أفراد المجموعة ذات الهدف المنشود،
ويتبقى حجر زاوية الوصول إلى الأهداف المنشودة وهو التخطيط بل التخطيط الجيد والدقيق الذي يمكن أن يسهل تحقيق الأهداف ويمكننا من تخيلها وتصورها ولمسها فكريا والشعور فيها وكأنها في متناول أيدينا، إن ما يجعل الأمم ناجحة وتمتلك قدرة على الإنجاز بشكل كبير بل ومتطورة هو التخطيط الجديد أو التخطيط الاستراتيجي الذي يقوم على قواعد أساسية يجب أن تكون متوافرة وحاضرة.
والتخطيط الاستراتيجي هو عملية تحديد المنظمة لاستراتيجيتها أو اتجاهها، واتخاذ القرارات بشأن تخصيص مواردها لمتابعة هذه الاستراتيجية. يمكن أن يتسع المفهوم أيضًا إلى آليات التحكم لتوجيه تنفيذ الاستراتيجية.
اذا وانطلاقاً من هذا التعريف لمفهوم التخطيط الاستراتيجي وجب أولا الاتفاق على:
1- تحديد الهدف.
2- وضوح الهدف.
3- امكانية تحقيق الهدف.
4- توافر الادوات التي تساعد على تحقيق الهدف.
ونحن اذ نسقط هذا التعريف على الحالة الموجودة في دولة الكويت والحالة المنشودة لمستقبل دولة الكويت، فمن الواجب إعادة صياغة الآلية المستخدمة في تحقيق الأهداف ومعرفة الأبعاد المادية والمعنوية بل وحصرها ومقارنتها مع ما يتم تحقيقه، لاشك أننا نمتلك رؤى تنموية متداولة ومتناولة ونحاول أن نحقق تلك الرؤى من خلال ما نمتلك من ثروات وموارد اقتصادية وبشرية، ووضع خطة زمنية يمكن من خلالها أن نحصر ما تم إنجازه وما نسعى إلى إنجازه ومعرفة مكامن الخلل لتعديلها وبل وتغييرها واستبدالها إن أمكن.
الأمم تتسابق لمواكبة التطور السريع والإنجاز الأسرع بين دول العالم، ونحن مازلنا نمتلك القدرة الاقتصادية التي يمكن أن تجعلنا في مقدمة الركب فقط عندما تتضح فلسفة هذه الاستراتيجية ويفهمها كل أفراد المجتمع ونسعى جاهدين لتحقيقها وتصبح مراد كل أفراد المجتمع وذلك من خلال صناعة جيل يؤمن بالانجاز وغرس قيم تدعم هذا التوجه وتعزيز المعتقدات التي تتوافق وتتفق مع هذه الرؤية.
ولعل ما أنشده من هذا المقال هو فهم التخطيط الجيد وتوضيح أهميته في حياتنا كأفراد ومجتمعات، فنحن كأفراد نحتاج إلى هذا الشكل من التخطيط حتى تسهل علينا الطريقة للوصول إلى الهدف مهما كان نوع الهدف والتي منها الأهداف المعنوية النفسية.
للأسف أن كثيرا من الناس يعيشون حياتهم خبط عشواء ولا يمتلكون أدنى بعد معرفي في التخطيط لحياتهم للعيش بشكل أفضل، وأنا هنا أعني (التخطيط النفسي)، فالتخطيط النفسي والذي من الممكن أن يطلق عليه اصطلاحا التخطيط النفسي الاستراتيجي يمكن لمن يقوم به أن يتخلص من العلاقات التي قد تعطل مشاريعه النفسية والتي ستصبح في المستقبل مشاريع اجتماعية محققة في الوقع مثل الدراسة، اختيار الوظيفة، الزواج، العلاقة بالمحيطين واختيار الأصدقاء، اختيار منطقة نفسية تشعرنا بالراحة.
كل ما ذكر يمكن من خلال التخطيط النفسي الاستراتيجي أن يساعدنا في الوصول إليها بطرق معبدة وسهلة ومدروسة.
لذا فإنني أدعو كل من يقرأ هذا المقال أن يعيد ترتيب المقام من أجل حياة هانئة وسعيدة بل وفاعلة.
لفتة نفسية
رسالة لكل شاب وشابة، وأنت في عنفوان شبابك اختزل قدراً كافياً من طاقتك واجعلها رصيدا مستقبليا لك يمكن أن يساعدك في رحلة الحياة ويكون زخراً لك يساعدك في مشوار ورحلة الحياة.