أحوال التكنولوجيا

«التطوعية النسائية» تطلق حملة تبرعات لدعم الطلبة من غير محددي الجنسية لتوفير «أجهزة التعليم عن بُعد»

أثارت الجمعية الكويتية التطوعية النسائية لخدمة المجتمع قضية الأطفال البدون المحرومين من التعليم في ظل جائحة كورونا، مستعرضة السبل الكفيلة بضمان حقهم في التعليم كونهم أحد عناصر هذا المجتمع.

وأعلنت رئيسة مجلس إدارة الجمعية الشيخة فادية السعد خلال الندوة التي عقدت مساء أول من أمس بالتعاون مع مبرة السعد الخيرية وجمعت عددا من المتخصصين تحت عنوان «مقترحات تربوية لإنقاذ الأطفال البدون بالكويت بجائحة كورونا» عن إطلاق حملة تبرعات لدعم الطلبة من غير محددي الجنسية لتوفير الأجهزة اللوحية والكمبيوترات وغيرها من متطلبات تسهيل عملية الدراسة «عن بعد» في ظل ما يشهده العالم من تداعيات الفيروس.

وقالت السعد خلال كلمة لها إن الجمعية تنظر لهذه القضية من منطلق إنساني بعيدا عن أي جوانب سياسية وغيرها، لافتة إلى أن هذه الفئة ستكون لها تأثيرات وتداعيات اجتماعية واقتصادية وأمنية على المجتمع ما لم يتم توفير البيئة التعليمية.

وأشارت إلى أن حملة التبرعات تهدف إلى مساعدة الطلبة والتسهيل عليهم وتهيئة الظروف التي تسمح لهم بالمشاركة الفاعلة في التعليم عن بُعد.

وأوضحت أن الحملة تستهدف الطلبة المتعثرين ماليا، لافتة إلى أن هناك عددا كبيرا من الطلبة لا يمتلكون الوسائل ولا التجهيزات اللازمة ومتطلبات «التعليم عن بعد»، لذا كان التفكير الجاد لمساعدة تلك الفئة، مؤكدة حرص الجمعية على إطلاق المبادرات التي تخدم المجتمع الكويتي بشكل عام.

وقالت إن التعليم من القضايا التي تحظى بأهمية كبرى، وعلى الجميع المساهمة في تذليل صعوبات «التعليم عن بُعد» في ظل ما فرضته جائحة كورونا على العالم بما فيه الكويت، لافتة إلى أن الندوة تسلط الضوء على مقترحات أهل الميدان لإنجاح عملية التعليم عن بعد وكيفية تذليل الصعوبات التي قد تواجهها.

وأشارت إلى أن الكويت سباقة دائما في إطلاق المبادرات الإنسانية، إلا أن المطلوب هو الاستدامة والعمل الجماعي لإنجاح أي مبادرة تصب في هذا الاتجاه.

مشاركات تربوية

من جانبها، قالت الأستاذة المساعدة بكلية التربية بجامعة الكويت د ..ليلى الخياط إن الندوة تركز على جمع توصيات تربوية عملية لإنقاذ تعليم الأطفال عموما وأطفال البدون خصوصا في جائحة كورونا وزمن التعليم عن بعد.

بدوره، استعرض عضو هيئة التدريس بكلية التربية بجامعة الكويت د.عبدالله الفيلكاوي عددا من التجارب الناجحة في التعليم عن بعد حول العالم، لافتا إلى أن عملية التعليم مستمرة وتحتاج إلى برامج وفصول تفاعلية ومساهمة من الجميع، داعيا إلى إطلاق منصة مجانية للتعليم عن بعد لمساندة الطلبة البدون.

من جانبه، قال المستشار التربوي في مركز كفايات للاستشارات التربوية مسعد الخالدي إن التعليم من أساسيات حقوق الإنسان، مؤكدا أن الكويت لم تقصر في تعليم الأطفال البدون إلا أن التعليم عن بعد فرض عراقيل أمام تلك الفئة في ظل الفجوة الرقمية.

وقال إن هناك العديد من الأطفال لا يملكون وسائل التكنولوجيا الحديثة، وعلى مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص وشركات الاتصالات القيام بدورهم المجتمعي في توفير تلك الوسائل لنستطيع الولوج إلى العقد الرقمي ومواكبة التطور.

من جهته، قال رئيس قسم التاريخ والجغرافيا للمرحلة الثانوية في وزارة التربية بدر بن غيث إن هناك مجموعة من القيم يجب أن يحصل الطفل عليها منذ صغره وإلا سيكون ضحية في مجتمعه، مؤكدا أن مرحلة الطفولة من أهم المراحل التي يجب أن يتعلم فيها الإنسان وشدد على أهمية التكنولوجيا في الوقت الحالي لاستمرارية عملية الدراسة، لافتا إلى ضرورة قيام وزارة التربية بعمل منصة إلكترونية تربوية مجانية تعمل طوال العام ‏ويتم عبرها تدريب الطلاب على المهارات العلمية والحياتية.

التعليم المبكر

بدورها، قالت الاختصاصية في التعليم المبكر د.دانا المشعان إنه لا يجوز ونحن في القرن الواحد والعشرين أن تبقى العنصرية فيما يخص التعليم، لافتة إلى أن أي طفل يولد على أرض الكويت يحق له التعليم بغض النظر عن جنسيته.

وقالت إن الفئة العمرية من 3 إلى 6 سنوات هي الفئة الأكثر حاجة للتفاعل الاجتماعي والعاطفي والتواصل الحركي والتحفيز العقلي وبالتالي يجب توفير هذه الأمور لجميع الأطفال دون استثناء.

ولفتت إلى أنه يجب خلال هذه الفترة العمرية إحياء الوظائف التنفيذية للطفل كتعليمه كيفية التحكم في عواطفه وكيفية التعامل مع الآخرين ومعالجة مشاكله وتنشيط الذاكرة العملية والمرونة في العمل والتفكير.

ولفتت إلى أنه في حال عدم توفير هذه الأمور للطفل في سن مبكرة فلا بد سيتحول إلى فرد خطير على المجتمع أو ضحية له.

أصول التربية

من جهتها، تحدثت المتخصصة في أصول التربية د.منى القطان عن فئة الأطفال من البدون الذين لا يتلقون التعليم، لافتة إلى أنهم عناصر من هذا المجتمع، والعوائد سواء السلبية أو الإيجابية لكيفية التعامل معهم ستعود على المجتمع.

ولفتت إلى أن التعامل مع هذه الفئة له عدة نواح ومنها نفسية، حيث سيشعر باهتمام المجتمع به وبالتالي يشعر بإنسانيته ما ينعكس إيجابا على قيم الولاء والانتماء لديه.

ولفتت إلى أن شعور الانتماء يحد من الجريمة والمشاكل الاجتماعية كما انه من الناحية التربوية يكتسب عددا من القيم الأخلاقية والتي تربى عليها وتنعكس إيجابا على المجتمع.

بدورها، اقترحت مديرة مدرسة فاطمة بنت اليمان في منطقة حولي التعليمية وفاء العريعر استحداث بطاقة تعليمية أمنية صحية أطفال البدون من أصحاب القيود الأمنية يتم تقييمها كل سنتين تسمح للطفل بتلقي التعليم والرعاية الصحية والأمنية.

التعليم حق للجميع

من جهتها، قالت المستشارة في الإشراف التربوي مناير الحمادي ان هناك اعتراضا على التعليم غير المتزامن الذي يعتبر ليس فعالا لأنه لا يمكن من خلاله القياس والمتابعة والتفاعل، فكيف بالأطفال الذين لا يتلقون تعليما بالمطلق.

ولفتت إلى أن توجه الدولة حاليا لتنفيذ خطة التنمية 2035 وان تكون الكويت مركزا ماليا واقتصاديا يحتاج إلى مجتمع متكامل يكون فيه التعليم حقا للجميع ودون تمييز.

بدورها، شددت مدربة الأطفال المنسق المحلي لمنظمة اليونيسكو عايشة العياف على أهمية استمرارية عملية التعليم للطفل والأم، مؤكدة ضرورة ضمان التعليم الجيد والمنصف للجميع دون استثناء.

ولفتت إلى أن المهم في تقديم التعليم للأطفال المحرومين منه أولا التركيز على التعليم التفاعلي وعلى مهارات الحياة قبل المهارات العلمية وأن يكون ولي الأمر على صلة تواصل مع المعلم وتخصيص معلم واحد لكل مجموعة يستمر بتعليمها ما يخلق تواصلا جيدا بين المعلم والمتعلم.

المصدر: الأنباء الكويتية

إغلاق